كلمة الرئيس


مبادرة سوس ماسة هي جمعية تمنح قروض شرف بدون فوائد وبدون ضمانات وتحتضن حاملي الأفكار والمشاريع، تستمد روحها من التجربة الفرنسية لمنصات المبادرات المحلية الفيدرالية، تحت إسم "مبادرة فرنسا"، التي فرضت نفسها اليوم كممثل أول في دعم وإنشاء المقاولات في فرنسا، بمعية حوالي 210 منصة موجودة في جميع أنحاء البلاد، حيث تخلق هذه الشبكة الآن أكثر من 16000 مقاولة وتوفر أزيد من 37000 منصب شغل سنويًا.
هذا، وعلى الرغم من الإختلاف بين الوسطين المغربي والفرنسي من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، فإننا في "مبادرة سوس ماسة" على يقين من أن قرض الشرف المبني على المكافأة والثقة والتضامن، يمكن أن يفرض نفسه في المغرب، وسيؤدي إلى استكمال عروض تمويل المشاريع الحالية. كما نؤكد على أن القيم التي تنادي بها "مبادرة فرنسا"، لاسيما العمل التطوعي وحس المشاركة والتعاون، هي قيم مشتركة ومتأصلة جدًا في ثقافتنا المغربية.
إن إنشاء "مبادرة سوس ماسة" بتاريخ 4 يوليوز 2007، كان بحد ذاته تحديًا كبيرًا، وكانت المهمة صعبة جدًا، لأنها تعد آنذاك أول تجربة على المستوى الوطني، وبالتالي لا مجال للخطأ. ومع ذلك، وبفضل دعم شركائنا، ونخص بالذكر لا الحصر، مجلس جهة سوس ماسة، غرفة التجارة والصناعة والخدمات لسوس ماسة، وكالة التنمية الاجتماعية، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH)، غرفة الصناعة التقليدية لسوس ماسة، المركز الجهوي للاستثمار سوس ماسة، المجلس الإقليمي لتيزنيت، مؤسسةOCP ، مركز القيادات الشابةCJD ،ANAPEC ،Universiapolis ، ENCG، البنك الشعبي، Attijari-wafa Bank ،AKWA GROUP ،Afriquia Gaz ، Afriquia SMDC، شركة STRAPEX، شركة SOTAREV، صندوق الضمان المركزي، مؤسسة الحاج حسين أشنكلي، مغرب المقاولات (PME)، SDR .. لقد تمكنا معا خلال 14 سنة من التواجد وإثبات أن قرض الشرف يمكن أن يخلق ديناميكية حقيقية لإنشاء المقاولات.. أكثر من 900 مقاولة تم إنشائها ومواكبتها، ومنح أزيد من 55.5 مليون درهم على شكل قروض شرف، والتي وفرت أكثر من 2800 منصب شغل، ساهمت بها مبادرة سوس ماسة في تنمية اقتصاد الجهة وخلق الثروة في أراضيها.
وبعد هذا النجاح والأرقام المحققة، نعتزم اليوم إنشاء منصات ومبادرات مماثلة لمبادرة سوس ماسة، في مجموعة من مدن المملكة، ويتمثل تحدي السنوات القادمة في مضاعفة الجهود لإرساء تعاون حقيقي بين جميع المتدخلين في ريادة الأعمال وخلق فرص الشغل، وذلك لتشجيع المزيد من المقاولين على الانتقال من القطاع الغير المهيكل إلى القطاع المهيكل، وأخيراً إنشاء نموذج شراكة حقيقي بين القطاعين العام والخاص، وهي الطريقة التي سنساهم بها في النجاح الاقتصادي وتطوير المقاولات الصغيرة على المستويين الجهوي والوطني.
محمد المودن
رئيس جمعية مبادرة سوس ماسة